د. فيصل غرايبة
يشرح جلالة الملك المفدى طبيعة مشهدنا الوطني، في هذه الفترة من عمر المملكة الأردنية الهاشمية الزاهرة، وما يعترض مسيرتنا الوطنية من تحديات، وهو كما أشار إلى أن «العدل أساس الملك»، اذ أن الملك يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويتطلع لطاقتنا البشرية ويدعو إلى تقويتها. وهو يوازي ذلك عندما يخط جلالته رسائله وأوراقه ومبادراته لاستنطاق الأغلبية الصامتة، ويدعوها لتعبر عن ما يدور في خلدها، ولتدخل من بوابات الإصلاح، للمشاركة بفعلها ووجدانها في بناء الأردن الجديد، وفقا لنهجه الوسطي، اذ أن المواطنة انتظام ومساواة في الح?وق والواجبات وإعلاء من قيمة الحرية والهوية الوطنية وتحقيقا للتنمية، تجسيدا لقيم «العدالة» و«الحرية» و«الديمقراطية»، وكما قال قائد البلاد أن المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة، وإننا حتى لو اختلفنا في وجهات النظر أو المواقف فإننا لن نفترق، ولهذا فان الحوار والتوافق واجب وطني، فكلنا أردنيون وكلنا للأردن، ومن واجبنا أن نمد أيدينا لدفع عربة الديمقراطية إلى الأمام.
في هذا اليوم،أتذكر ذاك اليوم الذي أعلن فيه النبأ السعيد بأن الله عز وجل قد أرزق جلالة الملك الحسين وسمو الأميرة منى الحسين بمولودهما الأول – الأمير- عبد الله بن الحسين، و أتذكر أيضا يوم دخل الكلية العلمية الإسلامية، بلباسها الأخضر مع أقرانه، ثم يوم زينت صورته رزنامتها السنوية، وعليها الآية الكريمة «ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق»، وكذلك يوم وجه إليه والده الملك الحسين طيب الله ثراه رسالة يقول له فيها: «إني أرى فيك شبابي». وها هو «عبد الله الثاني» يطرح شعار» الأردن أولا»، و يشجع » فرسان التغيير»، ويحم? الصحافة بـ«حرية سقفها السماء».ويحمل «رسالة عمان» بيد، و«العهدة العمرية» باليد الأخرى،ليبقى الأردن بلد التسامح والإخاء.
واذكر بهذه المناسبة وبمثلها تماما، أنني كنت من بين الذين حظوا باللفتة الملكية السامية، في الاحتفال المهيب بمناسبة عيد الاستقلال المجيد الثالث والسبعين والعيد العشرين للجلوس الملكي الميمون، اذ مثلت أمام جلالته، وطوقني بوسام العطاء المتميز، تقديرا منه لدوري الطويل والمتواصل في تأصيل الخدمة الاجتماعية وتطويرها في ربوع الأردن العزيز، كانت هذه اللفتة في شهر رمضان الفضيل وفي عيد الاستقلال المجيد وعيد الجلوس المبارك، وقد اتاحت لي فرصة السلام على جلالته لأول مرة في حياتي، وفي وقت تجاوزت فيه السبعين من عمري.
حفظ الله هذا الأردن وآزر قائده ونصر جيشه واخذ بيد شعبه الى الأمام.
[email protected]